بإمكاننا ان نفترض أن حياة الانسان الواعية ابتدأت باتخاذه لنفسه ثياباً من هنا بدأ رابط فكري ومادي بين الانسان واللباس وبالتالي دفع الانسان للاعتقاد بان اللباس هو المرء نفسه او في الاقل جزء منه وان في تبديل اللباس تعبيراً عن تغير الحياة الاجتماعية والثقافية، وبالتالي يعد الزي الشـعبي جزءًا من التراث وعنوانا له لارتباطه الوثيق بالعـادات والتقـاليد والمؤثرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية على مرّ الزمن و يصبح اداة تمايز بين الشعوب وصورة حياة في هذا المجتمـع أو ذاك، ويُشكل هوية محلية لأهله. يتكون البحث من ثلاثة مباحث:-المبحث الاول: منهـجية البحثالمـبحث الثاني: مفهوم الأزياء الشـعبيةالمبحث الثالث: زي المرأة السـريانية” اقسامه – رمـوزه – معانيه”توصل البحث الى نتيجة مفادها ان من اهم الاسباب والمؤثرات البيئية (الطبيعية والاجتماعية والدينية) التي دعت المرأة السـريانية في منطقة بغديـدا “قره قوش” لاختيارها النقوش والالوان لزخرفة ملابسها الشـعبية هي:-1- محاكاة لبيئتها الطبيعية مقلدةً اياها بتزيين اقمشة ملابسها بزخارف ونقوش مستوحاة مواضيعها من الطبيعة النباتية، من اشكال الورود والزهور واوراق الاشجار والنباتات عامة، والمنفذة بأسلوب زخرفي مشابه للطبيعة ذات الخضرة الدائمة والازهار المتفتحة الملونة بالألوان الزاهية كالأحمر والاصفر والبرتقالي والاخضر، كما هو الشأن في الشال.2- استعمال المرأة في زيها السرياني للألوان البراقة القوية الحادة والالوان المضادة والمتضادة معاً محاولة منها لجذب الانتباه والبروز في بيئتها، واستخدامها أشكالا متنوعة كالمثلثات والتي تأخذ طابع الحجاب او التمائم لأدعية تدفع عنهم الاخطار.3- تؤثر البيئة في الانسان بما هو موجود فيها من مصادر طبيعية، كتأثير البيئة على ألوان الاقمشة والوان تصاميمها بما هو موجود فيها من صبغات طبيعية، استخرجها الفرد البغديدي من النباتات ولوّن بها اقمشة ملابسه.