حاولت الحركة الصهيونية إيجاد منفذ لها في العراق منذ نشأت الحركة رسمياً عام 1897م في مؤتمر بازل في سويسرا والذي عرض فيه اليهود الصهاينة كل أطماعهم وتوجهاتهم المستقبلية وأهمها بناء دولة يهودية ، وأقر هذا المؤتمر ان إسرائيل الكبرى تمتد من الفرات إلى النيل وعليه فأن العراق يقع ضمن ما يسمى بأرض الميعاد ، وعملت الحركات والحكومات الإسرائيلية طوال العقود الماضية على محاولة تغلغل نفوذها في العراق ، وأزداد هذا التوجه وضوحاً بعد إعلان الكيان الصهيوني لدولته في فلسطين عام 1948م بعد أن تأكد للإسرائيليين خطر العراق على وجودهم ، لاسيما بعد مشاركته في الحرب العربية الصهيونية ، واستمر التوجه الإسرائيلي حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 لتبدأ مرحلة جديدة أطلقنا عليها في البحث تطبيق الإستراتيجية الإسرائيلية وفقا للتوجهات الإسرائيلية السابقة والتي سعت فيها إسرائيل ككيان سياسي وكحركة صهيونية للعمل بجدية نحو العراق من خلال التدخلات والتوجهات من الشأن العراقي في السنوات اللاحقة وازدادت مع كل تغير سياسي شهده العراق حتى أصبحت العملية أكثر وضوحاً وخطراً على الأمن الوطني العراقي بعد حرب الخليج الثانية لعام 1991م التي أدخلت العراق في دوامة من الصراعات الداخلية والخارجية أسهمت إلى حد كبير في ضعف سلطته المركزية وبالتالي أمكانية التدخل في شؤونه ، وصولا إلى اسقاط نظام حزب البعث واحتلال العراق عام 2003 وبدء نظام سياسي جديد حاولت إسرائيل بجديه استغلال وضع العراق الجديد, والبحث محاولة لاستقراء التوجهات الإسرائيلية منذ بداياتها الأولى وتطورها بشكل جعلها إستراتيجية إسرائيلية موجهة نحو العراق ، وما أثير حول هذا الموضوع ومدى خطورته على الواقع العراقي والمستقبل السياسي للبلاد ومدى مصداقية هذه التوجهات وما نتج عنها