Link:

https://zancojournal.su.edu.krd/index.php/JAHS/article/view/2941

Publisher:

مجلة زانكو للعلوم الإنسانية

Abstract:

 هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على دور القيم النبوية والجانب الأخلاقي في المؤسسات التربوية وتحديداً في المدارس الدولية لإبراز دور الإدارات المحلية في تعزيز الجانب الديني والأخلاقي لدى الطلبة، ولا سيما أن الطلبة في المدارس الدولية تكون اللغة الأساسية للمنهج الدراسي أجنبية (كالإنكليزية والتركية والفرنسية وغيرها…)، ولكي لا يفقد الطالب هويته الدينية والقومية، بل وحتى لغتهُ الأم، خاصة وأنّي لمست في تجربة سابقة لي في التدريس في أحد المدارس الدولية أنّ الطلبة بحاجة ماسة للقيم النبوية  الأخلاقية والتعرف على هويتهم الصحيحة وتبادل الأفكار والآراء وضرب الأمثلة التطبيقية، ومعرفة فائدة تلك القيم في حياتنا اليومية، ومدى اقتداء الطلبة بمعلميهم الذين يتحلون بهذه القيم الصحيحة بعيداً عن التعصب والتزمت خاصة وأن هذا الجانب يلامس الفطرة التي فطرنا الله (سبحانه وتعالى) عليها ومشاعر الطلبة والجانب الروحي والإنساني لديهم.
    اتبعت في الدراسة استخدام استبانة ميدانية مكونة من قسمين مهمين القسم الأول يهتم برأي الطالب وميوله واهتماماته وغيرها، أمّا القسم الثاني فأشتمل على جانب الإدارات المدرسية وطريقة دعمها للطلبة وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية سواء بالتوجيه والإرشاد والتوعية وكذلك الاهتمام بالجانب التطبيقي للقيم كالمسابقات وزيارات الجامعات كالمكتبات والمتاحف العلمية والسفرات المدرسية والأعمال التطوعية التي تؤكد على الهوية الدينية والأثرية وغيرها من الأنشطة الأخرى.
   وقد بلغ عدد الطلبة الذين أبدوا رأيهم في استبانة الطلبة الميدانية (200) طالباً في مدرستين دوليتين مختلفتين في البيئة والمكان، هذا وقد تباينت الآراء فيما بين الطلبة تبعاً لنشأتهم الأسرية والبيئة والمكان.
وخلاصة الاستبانة أن الطلبة في حاجة أكبر للتعرف على القيم النبوية ومدى ارتباطها وتطبيقها في حياتنا اليومية، فبعض الطلبة وكانت نسبتهم (25%) يفتقر للتعرف على لغته الأم وثقافته الدينية، ،وعدم فهم بعض الطلبة بأن القيم الدينية صالحة لكل زمان ومكان وتتوافق مع التطور المجتمعي المعاصر وكانوا بنسبة (50%) من اجمالي الطلبة فالطالب لا يعرف كيفية ربط هذه القيم مع التعليم الحديث ومعرفة مدى تطبيقه، ومثال  على ذلك أن التعليم الحديث اليوم يؤكد على عمل الكروبات الجماعية (Teamwork)في الصف  يقابله هذا الاسلوب أحد القيم النبوية وهي قيمة (التعاون) الذي حثت عليه الشريعة الاسلامية منذ الأزل.
    هذا وأوصت الدراسة إلى الاستفادة من أهل الاختصاصات التربوية الدينية والاخلاقية وزيادة النشاط الخاص بذلك وعمل برامج خاصة للمدارس ، وتكثيف الجهود لتعزيز العمل المشترك في عمل أنشطة مجتمعية وزيارات تطوعية فيما بين التدريسيين المختصين والمدارس الدولية لرفع وعي الطلبة وتثقيفهم بالقيم النبوية والأخلاقية، إضافة لما سبق التأكيد على دور الاخصائي الاجتماعي(social worker) في المدارس الدولية في تثقيف الطلبة بهذه القيم وبيان أهميتها في حلّ مشاكلهم الاجتماعية.