تعد حضارة بلاد الرافدين من الحضارات المميزة في العالم القديم، فقد خلفت لنا ارثاً ثرياً من العلوم والمعارف عكست من خلاله اسهامات ذلك الانسان من حيث تطور الحياة بمختلف جوانبها، والذي كان سبباً في ارتقائها بين الشعوب والحضارات القديمة، وهذه الحضارة ماهي الا ثمرة جهود متواصلة وتراكم معرفي وتجارب عاشها سكان بلاد الرافدين خلال عصورهم الحضارية المختلفة، فمنذ بداية الحياة جذبت عناية الانسان أمور عديدة ملأت عليه كل حياته وحاول من خلالها تحقيق ذاته في هذه البلاد، ليجني من خلالها حصيلة تلك المدارك المعرفية، ومن هذه المعارف استخدام النباتات والاعشاب كعلاج للأمراض، ومن هذه النباتات زهرة البابونج موضوع بحثنا الذي يعد من المواضيع المهمة، والتي شغلت فكر الانسان قديماً وساعدته على البقاء والتعلم منها اموراً كثيرة يجهلها، فأحياناً اتخذها دواءً للوقاية او مضاداً للأمراض التي كانت تصيبه بين الحين والآخر أو كمادة تجميلية، ومما لاشك فيه ان بداية استخدام هذا النبات اعتمد على مبدأ التجربة الذي لا يخلو من الخطأ، وبتكرار التجارب وصل الى نتائج جيدة تمكن من خلالها معرفة مزايا عديدة لها، وتأثيرها في شفاء الأمراض، وتلك كانت حصيلة المدارك المعرفية لهذا النبات، اذ تؤكد النصوص المسمارية ذات العلاقة بالنباتات والاعشاب الطبية ان سكان بلاد الرافدين كانوا على علم ودراية بها ومدى تأثيرها في الشفاء من المرض سواء استخدم ذلك النبات او العشب منفرداً او مركباً، وبكميات قليلة او كثيرة فضلاً عن طرق التعامل معها، واحياناً اخرى استخدم صورتها في الفخاريات والمنحوتات الجدارية والمسلات الملكية، ونقشها على أدوات الزينة ومنها الحلي