Link|
Abstract|
فن الترديد البلاغي أحد فنون البديع, يعتمد في أساسه التكرار اللفظي, وهو تعلق لفظة (دال) بمعنى (مدلول ) من المعاني سواء كان في بيت شعري أو في نص قرآني أو نثري من دون تخصيص, ومن ثم اعادة اللفظة ذاتها (الدال ) ولكن متعلقة بمعنى (مدلول) آخر, والدالان يكونان دائما ً متساويين في المستويين السطحي والعميق, ولكن( المدلولان ) يكونان مختلفين في المستويين المذكورين.
هذا الأسلوب البديعي ذكر عند البلاغيين القدامى باسماء عدّة, ووالواضع الأول لعذا الفن هو عبدالله بن المعتز, وتأثر به ابن رشيق القيرواني, ومن ثم ّ وسّع القول فيه ابن أبي الاصبع المصري, وتعريفه كان بمثابة المرجع لمن جاء بعده من أرباب البلاغة.
الترديد ليس التسمية الوحيدة لهذا الأسلوب البلاغي, وإنّما سمّي بمصطلحات أخرى, فمنهم من سمّاه التصديرو رد الصدر على العجز, وأول من ذكره هو ابن المعتز تحت عنوان رد أعجاز الكلام على ماتقدمها وجعل هذا الباب من أبواب البديع الخمسة, ومن ثم توسع البديعيون في اسمائه وأنواعه, ولكن بعد ذلك تمّ التفريق بين الترديد والأساليب البديعية الأخرى عند بعض البلاغيين, مع الخلط بينها عند البعض الآخر.
علماً بأنّ البعض من القدماء لم يذكره في أبواب البديع باعتباره فنا ًشكلياً لا أكثر, ومن هؤلاء ابن حجة الحموي.
أمّا الدراسات البلاغية والنقدية الحديثة فتعتبر أنّ لفن الترديد قدرة واضحة على ترتيب ونمو الدلالات في نسق أسلوبي, وبنيتها تتألف من مستويين سطحي وعميق, فالسطحي يتمثل في دالين أو دوال متكررة, وكذلك في المستوى العميق, ولكن الاختلاف بين هذه الدوال المتكررة يأتي في اختلاف المنطقة التي يسلط كل دال بفاعليته عليها, وبذلك تعمل على تنمية هذه الفاعلية ومدّها إلى مساحة واسعة في الصياغة.