أتسمت طبيعة العلاقات بين سورية والولايات المتحدة الأمريكية عام 1957 بالتدهور النسبي، إذ أنعكس الرفض السوري لمبدأ أيزنهاور عام 1957 بشكل سلبي على العلاقات بينهما لأنها أدركت بإن المخطط الأمريكي كان يستهدف المنطقة العربية عموماً وعلى وجه الخصوص سورية ، كونها تحظى باهتمام خاص في ستراتيجيتهم . ونتيجة لذلك الرفض السوري تأكد الساسة الامريكان بامتداد النفوذ الشيوعي في منطقة الشرق الأوسط وسورية على نحو خاص ، مما حدى بهم الأمر إلى التخطيط على محاولة قلب نظام الحكم في سورية ، وقد أدى ذلك إلى حدوث أزمة سياسية بين البلدين . وكان للضغوط الأمريكية على تركيا دور كبير في أن تقوم الأخيرة بالتكثيف من تهديداتها العسكرية على الحدود السورية الشمالية، مما أدى إلى حدوث أزمة جديدة بين سورية وتركيا كانت تقف وراءها المصالح الأمريكية وفي هذه الدراسة سنقوم بالبحث في الأحداث التي أسفرت عن توتر العلاقات السورية – الأمريكية في تلك الحقبة. وبناءً على ما تقدم سوف ندرس موضوع البحث من خلال مبحثين, تضمن المبحث الأول طبيعة السياسة الأمريكية في سورية وموقفها من التقارب السوري – السوفيتي عام 1957, أما المبحث الثاني فقد درس السياسة الأمريكية المعادية لسورية عام 1957 والموقف السوفيتي منها فضلاً عن الخاتمة التي أعطت مجمل الأفكار عن الموضوع.