Link:

https://www.ressjournal.com/DergiTamDetay.aspx?ID=1840
Route Educational And Social Journal

Abstract:

ترتبط بريطانيا بمصالح و علاقات استراتيجية مع منطقة الخليج العربي كجزء من مصالحها الحيوية في اسيا و المحيط الهاديء ، و دأبت بريطانيا على تقوية هذه المصالح منذ القرن السابع عشر و استطاعت بعد صراع طويل مع باقي الدول الاستعمارية ان تفرض سيطرتها الكاملة على منطقة الخليج العربي طيلة القرن التاسع عشر و معظم القرن العشرين ، ولذلك سعت باستمرار الى المحافظة على توازن و استقرار المنطقة و زاد هذا السعي بعد انسحابها الكامل من الخليج اواخر العام 1971م ولذلك فأن اندلاع الحرب العراقية – الايرانية عام 1980 م كان يشكل خطراً و تهديداً حقيقياً للتوازن الذي سعت اليه بريطانيا في المنطقة ، و بحكم تاريخها الطويل فقد كان لسياسة و رؤية بريطانيا لهذه الحرب اثر مهم في توجيه انظار المجتمع الدولي نحو هذه الحرب و طريقة التعامل مع طرفيها ، فبريطانيا و منذ الايام الاولى للحرب عملت على حيادية سياستها تجاه العراق و ايران و دعت المجتمع الدولي الى الالتزام بهذه الحيادية و الدعوى الى ضرورة انهاء النزاع بالسرعة الممكنة لما يشكله هذا النزاع من خطر حقيقي على المصالح الدولية في الخليج العربي باعتباره الممول الرئيسي للنفط في العالم. ويبدو ان المعلن في الرؤية البريطانية للحرب لم يوازي الواقع الحقيقي لسياستها تجاه طرفي الحرب ، فقد ابقت بريطانيا علاقاتها السياسية و الاقتصادية و العسكرية مع الدولتين و قدمت المساعدات لهما في مجال الدعم العسكري الا ان هذا الدعم توقف مع ايران بعد ان شعر الساسة البريطانيون ان الانتصار الايراني في الحرب يعني سيطرتها على الخليج بينما استمر التعاون مع العراق الى نهاية الحرب عام 1988 م ، و تراجعت بريطانيا بعد هذا التاريخ عن التعاون العسكري و التقني مع العراق بعد ان اكتشفت ان العراق بدأ يطور اسلحته الصاروخية و التدميرية بشكل ملفت للنظر و بخاصة في المجالين الكيمياوي و النووي .