كان للمتغيرات السياسية التي شهدتها منطقة الخليج العربي، بعد اعلان الانسحاب البريطاني مطلع العام 1968م من كل المناطق التي تقع شرق السويس وصولا الى ماليزيا بما فيها الخليج العربي ، اثرا مهما على الواقع السياسي للمنطقة التي بدأت تشهد توجهات جدية وسريعة من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي لإحلال نفوذهم محل النفوذ البريطاني الذي كان ولعقود طويلة راعياً للمصالح الاستعمارية في الشرق الاوسط والخليج العربي وقد تمثل هذا التوجه بشكل رئيس بعملية التسليح الهائلة التي قادتها الدولتين العظيمتين لدعم الدول الحليفة لها في الخليج العربي، يضاف الى ذلك التطورات والمشاريع التي طرحت بخصوص ايجاد نظام امني خليجي واختلاف وجهات النظر الاقليمية في هذا الصدد , ولغرض تطبيق هذا التوجه فقد نشطت تجارة السلاح في منطقة الخليج العربي، بشكل ملفت للنظر لا سيما بعد الانسحاب البريطاني الفعلي من المنطقة نهاية العام 1971م ، والملفت للنظر هنا حجم التسليح الذي اتبعته دول المنطقة مع ضخامة الاموال المصروفة عليه قياسا بحجم هذه الدول، التي كان معظمها دولا صغيرة المساحة، وقليلة الكثافة السكانية، واثبتت الدراسات ان تجارة السلاح في منطقة الخليج العربي، كانت من اكثر النشاطات ربحا على الصعيد العالمي .